ليش اعتقلتني؟
اسمي أحمد محمود الحويلي. نحن في الأصل من دير الزور لكننا لا نملك شيئاً هناك فجدنا كان فقيراً. والدي رحمه الله كان عسكرياً متقاعداً. كنا نسكن دمشق منذ أكثر من خمسين عاماً في حي التضامن الذي كان حياً معروفاً، عدد سكانه حوالي المائتي ألف نسمة من الطبقة الشعبية الفقيرة؛ موظفين وعمال، وعمال بناء. عشت طفولتي مع أبي وأمي وأخوتي؛ نحن عشرة أبناء؛ خمس بنات وخمسة شبان. كنا نعيش في بيت واحد إلى أن تزوجنا. وكان والدي أقرب شخص لي.
كان عندنا الكثير من الأصدقاء والأقارب الذين يسكنون الحي نفسه. نعامل مع الناس بشكل جيد وهم يعاملوننا جيداً ونزور بعضنا دائماً. كان الكل يحب والدي ويحترمه. عائلتنا بسيطة ومسالمة. لم تكن عندنا أي مشاكل ولم نعرف المخافر يوماً. كان والدي يعاملنا مثل الأخوة. لم نسمع منه أنا وأخوتي كلمة سيئة يوماً. كان دائماً يعلمنا الأصول والمبادئ وكيف نتعامل مع الناس بأخلاق وكيف نتسامح معهم. حتى لو اعتدى علينا أحد الجيران مثلاً، بسبب أو بدون سبب؛ كان والدي يضربنا لو لم نكن مخطئين. علماً أن لا نحقد على أحد وأن لا تكون عندنا مشاكل مع أحد.
كنا سعداء رغم فقرنا ولم نكن محرومين من شيء. نستقبل الضيف ونرحب به؛ كان ضيوفنا أحياناً يأتون من محافظات أخرى كدير الزور والحسكة والرقة، استقبلناهم لأيام وأسابيع. منهم من أتى إلى الطبيب، ومنهم العسكري، منهم من كان مسافراً إلى دولة أخرى، ومن كانت لديه أوراق أو معاملات في الشام ويأتي ليشتغلها. كنا نستقبل الجميع بترحيب. حتى اليوم معارفنا يحترموننا ويقدروننا بسبب تعاملنا معهم.
لقراءة قصة ليش اعتقلتني كاملاً يمكنكم الضغط هنا