ثورتنا العظيمة المجيدة من أعظم الثورات على مدى العصور، وحدث من أهم الأحداث التي يجب أن نرويها للأجيال ولكل من يسأل عنها، وأن تكون مرجعاً للبطولة والكرامة والرجولة في كتب التاريخ، وأن نروي أحداثها كما رأيناها لنبين للعالم أجمع حقيقة ما جرى دون تزييف وسائل الإعلام المشبوهة التي حاولت تشويه ثورتنا وطمس معالمها بأخبارها الزائفة وكتاباتها المؤيدة للطغاة…
لو كتبنا كتباً عديدة وأجزاء مديدة لا نعطي ثورتنا حق الإخبار عنها، عن تفاصيل تضحياتها وآلامها.. لذلك نحتاج إلى مؤلفات كثيرة لنعطي ثورتنا جزءاً من حقها.. كل يوم نكتب ونستمر في الكتابة مع استمرار ثورتنا.. لأنه لدينا الأمل واليقين الكامل بانتصارها بإذن الله مهما طال الزمن.
بدأت في عام 2011 ثورة شعبية ضد نظام استبدادي وحكم ظالم وحاكم لا يعرف رحمة ولا مرحمة… طغى هو وعائلته على مدى أعوام عديدة… وبإرادة الشعب وقوّته وعدم استسلامه للذل والإهانة قام بانتفاضة عظيمة شارك فيها ملايين من الشعب السوري الحر من كل الفئات وشملت كل المحافظات.
ثار شعبنا بعبارات سكنت القلب وبدأنا نرددها في كل لحظة حتى يومنا هذا، أشعلت شرارة ثورتنا وأثارت غضب عصابات الأسد… عبارات جعلت منا القوة والاستمرار وجعلت منهم الخوف والهلع والذل… كلمة ردّدناها ولن ننساها «نحن بدنا حرية». كلمات كنا كلما ردّدناها كان النظام وشبيحته ينتفضون غضباً وحقداً علينا حتى وصلت به الأمور إلى قصف المدنيين العزّل بالسلاح… لكن لا… لن نستسلم. أقسمنا أن ننتصر أو نموت…
وبدأ حقده بأخذ الناس إلى المعتقلات التي لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء إلى يومنا هذا.
في سجون النظام الآلاف ممن تم اعتقالهن بسبب مشاركتهن في الحراك الثوري، ومنهن من تم اعتقالها مع أطفالها وعائلتها بأكملها. لم تستطع هذه العائلات الوصول إلى ذويها وأحبائها خارج السجون، ولم تستطع توكيل محام للدفاع عنها أو حتى معرفة مصيرها. وتعاني المعتقلات من انتهاكات وجرائم وظروف إنسانية صعبة لا ترقى إلى مستوى حقوق الإنسان ولا تراعي الاتفاقات الدولية.
كنت شاهدة على عدد من الجرائم التي ارتكبها النظام في حقنا كنساء سوريات ثائرات. وما زلنا، بعد نجاتنا، نعاني من ظروف سياسية واقتصادية وقانونية مجحفة في حقنا كبشر وكسوريين وطنيين.
لم نجد داخل مؤسسات المعارضة السورية، من «ائتلاف» و«لجنة تفاوض»، بادرة فعالة للمطالبة بالمعتقلين والمعتقلات الذين ما زالوا داخل السجون. بل قامت بعض الميليشيات العسكرية الأخرى باعتقال سوريين وسوريات أيضاً في ما يسمى معتقلات الفصائل.
والآن ندفع، نحن الناجيات، باتجاه أن يكون هناك حراك ثوري ينطلق من الشارع السوري، بقيادة سياسية وعسكرية ومدنية وطنية، نشارك فيها للوصول إلى حقنا في المحاسبة والعدالة والعودة إلى بلادنا والإفراج عن جميع المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام والميليشيات الأخرى، والكشف عن مصير المختفين قسراً.
ونؤمن بأن بقاء الوضع الراهن لن يحقق مطالب الشعب الثوري التي نادينا بها منذ عام 2011 في العدالة والحرية والديمقراطية.
أنسام محمود الخزام
ناشطة إعلامية في مجال حقوق الإنسان وناجية من الاعتقال في سجون الأسد