الجزء الأول || قصة رغيد

رغيد وقصة ولوعه بالطيران ,,

تراودنا احلاماً كثيرة منذ نعومة اناملنا ليتم تجزئتها وتفتيتها لحلم وحيد ليترسخ في ذواتنا وينهك تفكيرنا ليسري في وجداننا مع ازدياد خيالنا الخصب،

ومع هذا قد يتلاشى ويذوب مع الأيام لعدة عوامل عارضة وغياب الدافعية والتحفيز والبيئة المناسبة والملائمة المشجعة ومن جانب آخر قد يكبر هذا الحلم لينمو رويدا رويداً

ويزداد قوة وأكثر نضجاً مع المتغيرات والأحداث والمواقف المتتالية ليصل في النهاية لذروته محققاً ما كانت تصبو إليه الذات.

رغيد ابن الثمانية سنوات كغيره من الأطفال في هذا العمر تكون لديهم سمة الفضول والبحث والاكتشاف، فما قصة ولوعه وعشقه بالطيران .

المطار جسر التواصل الوجداني كان من عادة أهل رغيد اصطحابه للمطار منذ صغره عند استقبال احد القادمين من السفر وهو سارحاً مطلقاً العنان

بإحساسيه الطفولية في التأمل للطائرات متعلقاً بكل حركة صادرة منها بأزيزها الصاخب وهي بمثابة موسيقى ومعزوفة تترك آثارها في وجدانه.

في سنة 1963 عندما بلغ رغيد الثمانية سنوات كانت هنالك واقعة اسهمت في عشقه للطيران وازداد لوعه بها.

تفاصيلها اصطدام طائرة مدنية اردنية بجبل في منطقة الديماس مما نجم عن تحطمها مساء الخميس ويوم الجمعة

يستغله اهالي دمشق للذهاب الى منطقة بلودان والزبداني لقضاء العطلة الاسبوعية هناك.

وللذهاب الى تلك المناطق لابد للمرء المرور بمنطقة الديماس الواقعة شمال دمشق وكان اهل رغيد في ذلك اليوم في طريقهم الى منطقة بلودان

عن طريق عين الفيجة التي سقطت فيها الطائرة الاردنية ولدى الوصول الى تلك المنطقة توقف الاهل ونزلوا من السيارة لمشاهدة الطائرة المنكوبة

وسار رغيد بين حطام الطائرة متوقفاً امام ذيلها والتي لم يبقى غيره من اجزاء الطائرة سليماً وشاهد الذيل وكان كبيرا جدا بالنسبة لخياله

ولدى عودته الى منزله اخذ يرسم بشكل دائم الطائرات ويرسم ذيل الطائرة بشكل كبير جدا وهكذا بدأ تعلقه بالطيران وبالرسم.

حزن بطعم عزيمة كانت لحرب الخامس من حزيران عام1967 الذي احتل فيه العدو الصهيوني هضبة الجولان وقعها على رغيد.

فهو يعرفها جيداً حيث كانت والدته من بلدة في الجولان تدعى عين زيوان والتي تقع غرب مدينة القنيطره مسافه 3كم وهي محتلة الى يومنا هذا

فقد انتاب الحزن عليه كثيراً لخسارة الجولان ولفقدان الطيران المصري والسوري وهيمنة الطيران المعادي المتمثل يومها بطائرات

الميراج والفوتور والميستر والسوبر ميستر ومما زاد حدة حزنه انه لم يعد يشاهد بعد تلك حرب اي طائرة سورية تقلع من مطار المزة

والتي اعتاد على مشاهدتها قبل الحرب وولم تمضي بضع اشهر وعاد الطيران السوري لنشاطه بالقيام بطلعات تدريبيه والمرور فوق دمشق

وزاد تعلق رغيد بالطيران وعقد العزم ان يكون طيار يشارك في اعادة الاعتبار لهذا السلاح الذي احبه .

ومع الأيام تظل العزيمة الدفينة في ذاته تزداد مع وصول سرب لطائرات سوفيتيه على هامش زيارة لسوريا تابع رغيد بكل حواسه ازيز الطائرات

التي تحلق فوق سماء دمشق رفع رأسه على ارتفاع شاهق نسبياً ضمن ثلاث مجموعات كل مجموعة تضم3 طائرات حيث كانت تشبه الميغ17

التي اعتاد على مشاهدتها ولكنها رغم علوها الشاهق كانت تبدو انها ضخمة ولم يمضي الا دقائق حتى مرت على ارتفاع منخفض حيث بدى حجمها الكبير

وذات اللون الفضي والتي كانت من نوع تي يو 16 القاذفة وكان لمرورها الاثر الاضافي للتعلق بالطيران اضافه للمعارك الجوية التي اخذت تدور بين الطيران المعادي

والطيران السوري منها المعركة الجوية التي دارت فوق منطقة الديماس والهامة القريبة من دمشق. الحلم اضحى حقيقة تابع رغيد دراسته الثانوية

ولكن قبل اتمامه المرحلة الثانوية تقدم بطلب القبول للكلية الجوية على اساس دورة خاصه للطيارين الحربيين وكانت تلك الدورات الخاصة

يدرس فيها طلاب الكلية الجوية المرحلة الثانوية اضافة لممارستهم الطيران وتم قبوله بالكلية الجوية بعد اجتيازه الفحوصات الطبية وبدأ ممارسة المهنة التي حلم بها.

فقد بدأ الطيران عام1973 قبل حرب تشرين بأشهر ومن اول طلعة طيران شعر انه كان يطير قبل اول طلعة وكان اسم اول طلعة مصافحة جو

وكانت برفقة الرائد ان ذاك سيف الدين قبيطري على طائرة انكليزية الصنع من طراز تشبمنك وهي طائره ذات محرك مكبسي

وبعدها تولى تدريبه نقيب طيار اسمه تحسين عبيد وبشهادة ذاك المدرب ان رغيد من الطيارين المتميزين وبعدها انتقل الى الطيران النفاث

واتم برنامج التدريب وتخرج من الكلية الجوية عام 1975 كطيار قتال في الاسراب المقاتلة. # الحرية_لأقدم_سجين_بالعالم_رغيدالططري

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest